إذا كان الاستشراق قد قام على أكتاف الرهبان والمبشرين في أول الأمر ثم اتصل من بعد ذلك بالمستعمرين- فإنه مازال حتى اليوم يعتمد على هؤلاء وأولئك. ولو أن اكثرهم يكرهون أن تنكشف حقيقتهم ويؤثرون أن يختفوا وراء مختلف العناوين والاسماء... وقد أسهبنا القول حيث تطول لجاجة هذا المستشرق ومن لف لفه من زملائه، إذ نحس لكلامهم أصداء بين صرعى الغزو الثقافي في بلادنا وغايتنا أن نجلو الحق وأن نرد إليه كرامته المهدرة وأن نلقن المعتدي درساً يعتبر به الآخرون ذلك وقد جعلت الرد وسيلة لشيء ىخر أهم من إحقاق الحق في قضية خاصة، جعلته وسيلة لتجلية الإسلام كله حيث ولدت الشبهة ونجم الاعتراض. محمد الغزالي - رحمه الله