أقر القرآن الكريم أن سيدنا عيسى عليه السلام لم يصلب ولم يقتل، وذلك أمر لا جدال فيه.
قال تعالى: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{158}"سورة النساء
ورغم تلك الحقيقة القرآنية الواضحة إلا أن الضال عبد البهاء عباس يقول:" ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال في عالم الجسد، إعتدى عليها في الجسد ، إذ وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهى الأمر بالصلب" *
أقر القرآن الكريم ببشرية المسيح عليه السلام، ونفى ألوهيته:
قال تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ * لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{171} لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً{172}- سورة النساء
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة17
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30
ورغم الآيات الواضحة والصريحة ببشرية عيسى عليه السلام، إلا أن عبد البهاء عباس يدعي أن المسيح ليس من نسل آدم.. فيقول:
"إذن فحقيقة المسيح التي هي كلمة الله لاشك أنها من حيث الذات والصفات والمجد مقدمة على الكائنات" *
ويقول أيضاً:" يعني ليست الحقيقة المسيحية من سلالة آدم بل هي وليدة روح القدس"*
ولا شك أنه كان يقول ذلك في محاولة منه لاستمالة النصارى لصّفه وليكون ذلك دافعاً لدخولهم في ملته الضالة، وهذا ما سيتكشّف لنا في سبل الدعوة إلى عقيدته.
موقفهم من الروح القدس:
جاء في الإنجيل على لسان عيسى "إني ذاهب إلى أبي وأبيكم ليبعث لكم الفارقليط الذي ينبئكم بالتأويل"، وقوله: "إن الفارقليط الذي يرسله أبي بإسمي"، فذهب المسيحيون إلى أن المراد بالفارقليط روح القدس، ولكن البهائية التي أولعت بصرف النصوص عن ظاهرها إلى ما يؤيد أهواءهم قالوا: إن المراد بالفارقليط بهاء الله ،ومن هذا الشطط ما ذهبوا إليه في تأويل يوم ا لحسرة، ويوم التلاق، ويوم القيامة، والساعة وأمثالها مما ورد في القرآن الكريم؛ فقد أوَّلوا كل ذلك بيوم نزول روح القدس، وقيام مظهر أمر الله وهو البهاء في زعمهم ، وليس يخفى على عاقل أنه إذا سوغ البهائيون لأنفسهم مثل هذا التأويل الزائف فإنه يجوز لكل طائفة أن تتخذ ما تشاء من التأويلات التي لا يرضاها عقل؛ ليؤيدوا بها أهواءهم، ما دام الأمر جارياً على قاعدة الترجيح بلا مُرَجِّح من أي ضربٍ كان.
والبهاء بالنسبة للباب كيوحنا المعمدان بالنسبة لعيسى (فيما تتصوره الديانة المسيحية ) وفي شخص بهاء الله عادت الروح الإلهية للظهور لينجز على الوجه الأكمل العمل الذي مهد له هذا الداعية الذي بعث قبله. فبهاء الله أعظم من الباب لأن الباب هو القائم والبهاء هو القيوم" أي الذي يظل ويبقى " ولا عجب فقد وصف الباب خليفته في المستقبل قائلا: إن الذي يجب أن يظهر في يوم من الأيام لهو أعظم من ذلك الذي سبق ظهوره(1)
يعتقد البهائيون أن المسيح ابن مريم إله ، وقد صلب على الصليب، كما يؤمنون بالحلول والتناسخ الذي يؤمن به النصارى ، فيقولون إن الله عز وجل قد حل في البهاء ، وأن روحه قد انتقلت إلى ابنه عباس من بعده ، ومنه إلى ابن ابنته (شوقي) ومعلوم أن هذه كلها عقائد النصارى ومن مبادئهم أيضاً بطلان الجهاد في سبيل الله ، وقد ضبط تنظيم بهائي في مصر سنة 1962 وتبين من التحقيقات الرسمية التي أجريت مع أحد أتباعه قوله:
(إنه لو أجبر على حمل السلاح في مواجهة إسرائيل، لأطلقه في الفضاء).(2)
* حقيقة البابية والبهائية عن مفاوضات عبد البهاء ص102
1-البابية والبهائية والقاديانية للحويني
2- ذيل الملل والنحل ص53