النكاح والطلاق
مقدمة:
لِأَن يفعل أي شخص المحرمات، فهذا شأنه
ولِأَن يعيث في الأرض فساداً، وينتهك الحدود، فإنما مَرَّدُّه إلى الله
ولكن: أن يشَّرِّع شخص ما تشريعاً باطلاً لا يتماشى مع أي عقل أو منطق، و مع هذا يتّبعه بعض البشر، فهذا ما لا نفهمه أبدا...
حرّم البهاء الزواج بأكثر من امرأتين، و لم يحرِّم من النساء سوى الأم وزوجة الأب، ومنع التعدد وأباح اتخاذ الرفيقة من النساء. وأباح الزنا وزنا المحارم ، وفِعل قوم سيدنا لوط كذلك.. وها هو يكشف عن أقنعته واحداً تلو الآخر في كرهه للإسلام، ورغبته في مغايرة ما جاء به شرع الله عز وجل .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
تحريمه لأكثر من زوجتين:
يقول البهاء: "قد كتب عليكم النكاح، إياكم أن تتجاوزوا عن اثنين، والذي اقتنع بواحدة من الإماء، استراحت نفسه ونفسها ، ومن اتخذ بكراً لخدمته لا بأس كذلك، كان الأمر من حكم الوحي بالحق مرموقاً، تزوجوا يا قوم ليظهر منكم يذكرني في بين عبادي هذا من أمري عليكم اتخذوه لأنفسكم معيناً"
تفريقه بين مهر القروية والتي تعيش بالمدينة:
فقد جعل مهر المرأة المدنية أعلى من المرأة القروية،
يقول:"لا يحقق الصهار إلا بالأمهار، قد قدر للمدن تسعة عشر مثقالاً من الذهب الإبريز، وللقرى من الفضة، ومن أراد الزيادة حرم عليه أن يتجاوز عن خمسة وتسعين مثقالاً، كذلك كان الأمر بالعز مسطوراً" .
المحرمات في البهائية:
ويقول:" قد حرمت عليكم أزواج آبائكم، إنا نستحي أن نذكر حكم الغلمان، اتقوا الرحمن، يا ملأ الأمكان، ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في اللوح، ولا تكونوا في هيماء الشهوات من الهائمين"
(هذا الحكم كان من ضمن أسباب الشقاق بين عباس أفندي وشقيقه الميرزا محمد على إذ لم يرض الثاني ما أبطله الأول من أحكام أبيهما أو إلههما فيما يتعلق بنكاح الأخت وغيرها من المحرمات والله أعلم ، فقاما يكفر بعضهما بعضاً وانشقت بذلك البابية والبهائية وحلّت عروة انفصامها).
ثم لم نعلم سبب استحيائه عن ذكر الغلمان بالتحليل أو التجويز أو التسويغ أو التقبيح أو التحريم حيث إن هذا الأمر الممقوت صار الآن في مقدمة آفات العمران ومن أعظم مسودات وجه الإنسانية وعمّت بليته في الشرق والغرب. فكيف يستحى عن التصريح بالتحليل أو التحريم به في هذا التشريع الجديد. إن كان قصده التحليل فأين مسوغاته وإن كان قصده التحريم فأين أين توضيح العقاب ومجازاة الفاعلين.
رضي الله عمن يحل لنا هاتين المشكلتين المعضلتين المذكورتين ويكون له الأجر والثواب!!
هنا نجد أن البهاء اقتصر على تحريم أزواج الآباء، أما باقي الأقارب فحلال للرجل أن ينكحهن، كالأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وأمهات الرضاعة، وأخوات الرضاعة فلم يحرم إلا أزواج الآباء، حتى أن عباس عبد البهاء أفتى في مكاتيبه بأنه لا يحرم نكاح الأقارب ، قال: "لا يحرم نكاح الأقارب ما دام البهائيون قلة ضعفاء. ولما تقوى البهائية وتزداد نفوسها عندئذ يقدر الزواج بين الأقارب"(1)
لما كان اكتفاء البهاء بتحريم أزواج الآباء فقط وسكوته عن بقية المحرمات التي ذكرها القرآن المجيد ، دليل قاطع على أنه يجوز عند البهائيين نكاح البنات، والأخوات، وخلافهما، مما لا يجوز، في أي شريعة من الشرائع السماوية الموجودة، ثم إننا لا نعلم سبب استحيائه من ذكر حكم الغلمان( فِعل قوم النبي لوط بالغلمان) من تحريم وتقبيح أو خلافهما في شريعته الجديدة، خصوصاً وأن هذا المرض الخبيث يفتك في الأخلاق فتكا مريعاً في الشرق والغرب، وأن سكوته عن بيان الحكم في هذا الأمر القبيح جعل بعض أتباعه يرتكبه بحجة أن البهاء لم ينص على تحريم كما ذكر ذلك مُبَّلِّغهم السابق الملقب أوده في كتابه كشف الحيل(2)
والجدير بالذكر أن البهاء اختلف مع أستاذه الباب في مسألة تحديد عدد الزوجات فالباب أطلقها و في ذلك يقول" أنكحوا ما طاب لكم من النساء، هن حلائل متى اتفق الرجل والمرأة، شريط أن يكون سن كل منهما الحادية عشرة فما فوق"(3)
أما البهاء فقد قيّدها باثنتين. يبدو أنه لم يبح بأكثر من زوجتين مطابقة لحاله، فلقد كان متزوجاً بامرأتين، فكيف تخالف عبيده فعل إلههم لعنهم الله جميعا.
لكنه اتفق معه وسار على دربه في مسألة الزواج بالمحارم، فلقد أباح زواج الإخوة والأخوات، بعضهم ببعض، فالأخت عنده تباح لأخيها حتى يتزوجها، وليس للأخت حق الامتناع عن أخيها أو رفض ذلك الزواج ويعلل ذلك بأن ذلك الأمر خارج نطاق الاختيار.
بل إن هذا النوع من الزنا قد تقرر ضمن التحريمات الشائعة والمؤدية إلى المحافظة على القيم الثابتة، وصار هناك ميول عام وعالمي إلى تحريم زواج الأم بالابن، والأب بالابنة، والشقيق بالشقيقة ومنع حدوث المعاشرة الجنسية بينهم على الإطلاق.
فإذا كان الزواج عندهم يتم بهذا الشكل، فأين تكون المودة والرحمة إذن لا بل أين يكون السكون والاستقرار، فضلا عن أن يكون كل منهما لباساً للآخرة يستره ويصونه، بجانب المحافظة عليه، بل كيف يتعايشان كزوجين. وهما أشبه بالمصارعين الذين يعمل كل منهما على إسقاط الآخر فوق أرضية حلبة المصارعة. لا شك أن الزواج الإجباري الذي دعا إليه الباب إنما يعبر عن حالة خاصة به عاشت في وجدان عشيقته، التي انطلقت على رغباتها المجنونة، حتى لو كان تحقيق تلك الرغبات محفوفاً بدم الأب والعم والزوج ، وذلك مما يدفع إلى الانـحلال ، ويدفع الأسَر الهادئة إلى العنف والعصبية ؛ فيحصل النفور بين أفراد المجتمع وتنتشر العداوة ويكون الناس بين أحد أمرين: